منذ
الصغر و هي تبحث عن ماهية هذا العالم , نشأت بعائلة علمانية بحتة تحلل
دائما ويقرؤون لكي يثقفون عقولهم ولا يتبعون إلا المنطق و العقل في تحليل
كل الأمور.
ألتقا أبيها وأمها في (الاتحاد السوفيتي سابقا) حيث
كانا ينتميان إلى نفس الحزب(الحزب الشيوعي) أمها بالأصل مسيحية ( من أكبر
العائلات المسيحية بالأردن ) و أبيها مسلم ( كما يذكر بجواز السفر) ,
سافروا لعدة بلدان ( فرنسا ، مصر،الجزائر، ليبيا حتى استقروا بالأردن ) ،
هي و أخيها من مواليد الجزائر.
عندما دخلوا المدرسة بدئوا يتعلمون أمور الدين ، كانت تعود وتسأل أهلها
، هل الله فعلا موجود وإذا لم يكن فما الذي كنا ندرسه ، كانت الإجابة
دائما أن لا يوجد شيء يدعى الله وأن ما يذكر لهم ليس إلا لإخافة الناس
الأغبياء لكي يدركوا أن هناك أحد يراقبهم لكي لا يسرقوا أو يقوموا بأي عمل
يخل بالنظام العام فيصبح هناك أمن ، كانت تذكر أنها تتباهى, وهي صغيرة
بأنها ليست ساذجة كبنات صفها لا تؤمن بشيء لا أساس له من الصحة .
أصل
الديانات معتقدات أسطورية مثل القصص اليونانية القديمة (الأليادا و
الأدسا ) الذين كانوا يفصلون إله الشمس و إله الحب و ما إلى ذلك .
لكل شيء تفسير علمي بحث ، كما أنه هناك منع كامل لإقامة أي نوع من
أنواع العبادات تذكر أنها جربت أن تصوم في يوم من أيام رمضان هي وأخيها
كنوع من أنواع الفضول مدت الموائد أمامهما لكي يأكلا ، وعندما امتنعا
وأكملا اليوم كامل ، وُبِخّا وفُرضت عليهما العقوبات ونعتوا بالأغبياء
كباقي المعتقدون ، وتغيب أبيها عن البيت كنوع من أنواع العقوبة ، المشكلة
لم تكن من أمها فهي لم تعترض , بل من أبيها ؛ لأنه لازال معتقد ومؤمن بشدة
بالشيوعية ، كانت كل ما تتناقش معه يقنعها فقد كان قارئ ملم وأكثر ما كان
يقرؤه هو القرآن , و هي بالمدرسة بالصف التاسع كانت تدرس إعجاز القرآن (
وكانت مقتنعة بأنه خرافة ) ففكرت قليلا ، كل هذا الإعجاز ناشئ من أساطير ،
وطبعا هم يعلمون بأن القرآن يكمل الإنجيل والتوراة أي كل الديانات , ذهبت
إلى البيت وسألت عن أصل الكون فأجابها أبيها أن أصل الأرض وباقي الكواكب
من انفجار نووي لذرة نشأت عنها قوة كبيرة فصلت الكواكب عن بعضها ونشأت
المجموعة الشمسية والكواكب ، هنا سألت من أين خلقت هذه الذرة ؟ , ضحكوا
وقالوا صدفة هل من المنطقي أن نبني كل ما نحن عليه على صدفة هل من الذكاء
أن نصدق بصدفة بداية خلقنا من أن نعزيها إلى من هو أكبر وأعلم وأقدر منا .
بحثها عن الإسلام :
قررت بأن تدرس
الديانات ، وكلها كانت متوفرة في مكتبتهم ,وبدأت بالتوراة قرأت فلم تجد
سوى دين لا يعتمد إلا على المادة لا يؤمنوا بالشيء إلا إذا رأوه ولمسوه ،
كيف هذا وهم مطالبون بالإيمان بالله من دون أن يروه أو يلمسوه ، بدأت
بقراءة الإنجيل شيء روحاني جميل يفرض فيك المثالية الزائدة لكن روحاني ,
ولكن عندما وصلت إلى صفر الساعة (صفر الرؤيا) وجدت إن وصف الله وهو على
العرش وحوله الحراس والمستشارين ، أهذا هو الله الذي لا يتصوره عقل أو فكر
ما الفرق بينه وبين أي ملك محاط بما هو محاط به ، ذهبت لأمها لتناقشها بما
قرأت فقالت لها إن هذا أصعب جزء بالكتاب المقدس وأن تفسيره غير معروف ،
إذا كيف تؤمنون بشيء لا تفسير له , وذهبت لتقرأ القرآن وكلها يقين بأنه لن
يقنعها ، وكما كان يذكر لها فهو دين حط من قدر المرأة وفرض عليها أن تغطي
جسمها وهمشها , فهناك سحر بالقرآن يجعل عندك فضول لتعرف أكثر وكلما بحث
كلما فهمت أكثر وأحببته أكثر . لقد وجدت ضالتها فهو الدين الذي وازن بين
الروح والمادة بين العقل والعاطفة, ذهبت لصديقاتها وطلبت منهم أن يعلمونها
الصلاة والعبادات .
إسلامها :
وهنا بدأ مشوارها مع
الإسلام بعد أن أسلمت ، كانت تخفي لبس الصلاة تحت فراشها , وتنتظر حتى
ينام الجميع لتصلي ، كانت تقرأ القرآن وفي يديها مصباح صغير ، تذهب إلى
دروس الدين من دون علم أحد, وفي أحد الأيام بدأ أبيها بقراءة أجزاء من
القرآن والاستهزاء به ، لم تستطع أن تحتمل وقامت بهدوء وذهبت تجادله ، وهي
ترتجف وتقول بينها وبين نفسها : سأجعل من نفسي أضحوكة إذا لم أسكت فأنا
لست ملمة مثله ، لكن استمر النقاش بينها وبينه لفترة و لا تعلم من أين
كانت تأتيها الحجج والبراهين , ولكن كانت متمالكة نفسها وكلها ثقة ، وبعد
فترة من النقاش انسحب أبيها وقال : أنت لا تعرفي شيئا وتتفوهي بالخرافات ،
ما هذا رجل العلم الذي يفسر كل شيء علميا ومنطقيا لم يستطع أن يكمل النقاش
العلمي؛ لأن حجتها بالقرآن أقوي ، هنا أدركت أنها على الطريق الصحيح وأن
لكل سؤال جواب كما يقال بالشيوعية لكن جواب كل شيء هو القرآن ,
لقد مضت أيام على إسلامها الحمد لله الذي هداها ، وكلها أمل أن تكون في قصتها هذه عبرة لمن تشكك في دينه .
المصدر موقع دعوتها